السبت، 7 فبراير 2015

مجرتنا..درب التبانة



 درب التبانة أو درب اللبانة أو الطريق اللبني
هي مجرة حلزونية الشكل. تحوي ما بين 200 إلى 400 مليار نجم ومن ضمنها الشمس، ويبلغ عرضها حوالي 100 ألف سنة ضوئية وسمكها حوالي ألف سنة ضوئية،


 ونحن نعيش على حافة تلك المجرة ضمن مجموعتنا الشمسية والتي تبعد نحو ثلثي المسافة عن مركز المجرة. وإذا نظر الشخص إلى السماء في الليل فقد يرى جزءًا من مجرتنا كحزمة من النجوم، ويرى سكان نصف الكرة الأرضيةالشمالي درب التبانة في الصيف والخريف والشتاء. والمنظر في أواخر الصيف أو في مطلع الخريف يأخذ المدى الألمع والأغنى لهذا النهر السماوي: ففي ذلك الوقت من السنة، يمتد درب التبانة من برجي ذات الكرسي (كوكبة) والملتهب (كوكبة) في الشمال، عبر النصف الشرقي للسماء وعبر مجموعة نجوم تعرف كمثلث الصيف، ثم يغطس نحو الأفق خلال برجي القوس والعقرب. وتحجب الغيوم الفضائية بين برجي مثلث الصيف والقوس، رقعة مركزية واسعة من درب التبانة، مما يجعله يبدو منقسما إلى جدولين. وقرب برجي القوس والعقرب, يكون درب التبانة كثيفا ولامعا جدا، لأن هذا الاتجاه يدل نحو مركز المجرة.

ودرب التبانة أكثر تألقا في بعض أقسامها مما هي عليه في أقسام أخرى. فالقسم الذي يحيط بكوكبة الدجاجة شديد اللمعان، ولكن القسم الأكثر اتساعا ولمعانا يقع أبعد إلى الجنوب في كوكبة رامي القوس، ورؤيتها ممكنة في الفضاء الشمالي على انخفاض كبير في الأمسيات الصيفية، لكن مشاهدتها أكثر سهولة في البلدان الواقعة جنوب خط الاستواء.

قدر علماء الفلك أن مجرة درب التبانه تكونت قبل مدة زمنية تقدر بـ12–14 مليار سنة، فيما يعد علماء الفلك المجرة بأنها صغيرة العمر نسبيًا بالنسبة لمجرات كونية أخرى. و تم تحديد عمر المجرة باستخدام تقانة علم التسلسل الزمني الكوني

في عام 2007، تم تقدير عمر نجم يدعى، HE 1523-0901ويقع خارج المجرة ويبعد عنا نحو 13.2 مليار سنة، أي ما يقاربعمر الكون (يقدر عمر الكون بنحو 7و13 مليار سنة). وهو يمثل أقدم جرم سماوي آنذاك فقد وضع حدوداً دنيا لعمر مجرة درب التبانة

يمكن تقدير عمر النجوم الواقعة في القرص المجري الرقيق بطريقة مشابهة لـHE 1523-0901. كانت نتائج القياسات بحدود 8.8 ± 1.7 مليار سنة مضت، وهذا يقترح بأن فجوة عمرها حوالى 5 مليار كانت هناك بين فترة تكون الهالة وبين القرص الرقيق

 تعتبر مجرة درب التبانة واحدة من ضمن المجرات الحلزونية الكبيرة، وهي في شكل القرص وتدور حول نفسها دورة كل نحو 250 مليون سنة. ونظراً لدوران المجرة ودوران النجوم فيها حيث تدور النجومالقريبة من مركز المجرة أسرع من النجوم التي على الحافة بالإضافة إلى اختلاف شدة الجاذبية من مكان إلى مكان داخل المجرة بفعل تزايد كثافة النجوم في بعض الجهات، فتعمل تلك المؤثرات على تكون أذرع حلزونية للمجرة. وتقع المجموعة الشمسية على أحد تلك الأذرع ويسمى ذراع الجبار وهو يقع بالنسبة لمركز المجرة على بعد نحو ثلثي نصف قطر المجرة. كما تشتمل المجرة على عدة أذرعة أخرى حلزونية تبدأ عند المركز متفرعة إلى الخارج
منها ذراع حامل رأس الغول 
 وهو الذراع الذي يجاورنا مباشرة نحو حافة المجرة، وذراع رامي القوس   وهو قريب منا من جهة مركز المجرة، كما تحوي المجرة عدة أذرع أخرى تشغل قرص المجرة. وتسمى الأذرعة بتلك التسميات حيث يتميز كل ذراع بكوكبة شديدة السطوع فيه. فيتميز ذراع حامل رأس الغول بكوكبة حامل رأس الغول وذراع رامي القوس يتميز بوجود كوكبةالرامي (كوكبة)، وكذلك ذراع الجبار Orion Arm فهو يحوي كوكبة الجبار (كوكبة) الذي يحوي أحد السدم الشهيرة وهو سديم الجبار.




وتقسم بنية المجرة إلى ثلاثة أقسام رئيسية:

النواة أو الحوصلة: وهي عبارة عن انتفاخ مضيئ شبه كروي (بيّنت قياسات حديثة أجريت عام 2008 بأن شكلها ضلعي) يحتل مركز المجرة ،كما بينت قياسات العشر سنوات الأخيرة وجود ثقب أسود عملاق في مركز المجرة وتبلغ كتلته نحو 2 مليون كتلة شمسية. يزداد أتساعه مع كبر عمر المجرة، كما توجد في الحوصلة المجرية تجمع هائل للنجوم والغبار الكوني. ويمكن بسهولة رؤية حوصلة المجرة المنتفخ نسبيا ليلا في وسط الطريق اللبني حيث أنها شديدة الضياء بصفة عامة، رغم صعوبة رؤية تفاصيلها الداخلية بسبب وجود غبار كثيف فيها يحجب الضوء.الأذرع: هي التي تحيط بالنواة المجرية على شكل لحزوني وهي أذرع عملاقة تدور حول مركز المجرة. ومنها ذراع الجبار (أوريون) الذي يبعد نحو 26 ألف سنة ضوئية عن مركز المجرة, ويقدر العلماء عدد النجوم التي يحويها هذا الذراع وحده بـمائتي ألف نجم من ضمنها نجم نظامنا الشمسي (الشمس)، كما يقدر قطر المجرة حوالي 100 ألف سنة ضوئية. وتوجد الشمس متواجدة على بعد 30 ألف سنة ضوئية من مركز هذا المجرة، ويبلغ طوله رغم قصره نسبيا نحو 6.500 سنة ضوئية وسمكه يصل إلى 1000 سنة ضوئيةالهالة: وهي عبارة عن الإكليل الذي يحيط بالقرص المجري إلى مسافات بعيدة والمتكون من غازات مختلفة وسحب ..


ونحن نعيش في احدى اذرع المجرة الست وتسمى ذراع الجبار ( Orion Arm ) وعلى بعد حوالي 28.000 سنة ضوئية عن مركز المجرة، وتقع ضمن مجموعة الرامي.



وتبلغ كتلة مجرة حوالي 750.000 مليون كتلة شمسنا، وحجم المجرة يبلغ 100.000 سنة ضوئية، وهي تحتوي على 200 بليون نجم وإن كانت بعض الدراسات تقول انها تحتوي على ما يقارب 400 بليون نجم، هذا الى جانب عدد هائل من التجمعات النجمية والسدم والسحب الكونية والثقوب السوداء.

التوقعات لمستقبل مجرة درب التبانة'''

وبما ان الكون كله يتحرك فإن مجرتنا بالتأكيد تتحرك كعضو في ذلك الكون، وقد قدر العلماء بناء على دراسات إينشتاين ان المجرة تتحرك بسرعة 600 كيلو متر في الثانية تجاه كوكبة الشجاع Hydra ، بمعنى ان مجرتنا سيكون عضوا في تجمع مجري العذراءوستندمج مجرتنا مع مجرة أندورميدا وذلك في غضون أربعة ملايين سنة وذلك وفق تخمينات العلماء.


اتخذت مجرة درب التبانة — موطن كوكب الأرض — عنوانًا جديدًا لموقعها في الكون، بعد أن اكتشف فريق من العلماء — بقيادة العالِم برنت تلي بجامعة هاواي — وقوعها في أحد العناقيد المجرية الهائلة المكتَشَفة حديثًا، والتي أُطلق عليها «لانياكيا»؛ أي السماء الفسيحة باللغة المحلية لهاواي. والعناقيد المَجَرِّيَّة العملاقة تجمع عددًا كبيرًا من المجرات التي تتشابك فيما بينها عبر شبكة من الخيوط الكونية، يتراوح طُولُ الواحد منها بين ١٨٠ مليون و٢٧٠ مليون سنة ضوئية. وبقياس سرعة ثمانية آلاف مَجَرَّة، وطرح كَمِّ الحركة الناتجة عن توسُّع الكون نتيجة للانفجار العظيم، تمكَّن العلماء من معرفة تأثير ما تمارسه جاذبية المَجَرَّات فيما بينها لتتدفق أو تتباعد عن المركز الأكثر كثافة وجاذبية، وهو ما يُعَدُّ تعريفًا جديدًا للعناقيد المَجَرِّيَّة العملاقة. وهكذا تَعَرَّفَ الباحثون على الحدود التي تفصل بين عُنْقُودٍ مَجَرِّيٍّ وآخر بمجرد معرفة المَجَرَّاتِ التي تتجه نحو مركز الجاذبية في أحد العناقيد؛ فهي من ثَمَّ تنتمي له، والأخرى التي تتجه بعيدًا عنه تنتمي لعنقود آخر. وهكذا أعاد العلماء ترسيم خريطة ثلاثية الأبعاد للعناقيد المَجَرِّيَّة العملاقة وحدودها في الفضاء المحيط، وتبين انتماء مَجَرَّتِنَا لعنقود أكبر بكثير مما كان متعارَفًا عليه. والآن يقع كوكب الأرض في مَجَرَّةِ درب التبانة في أقصى طرف عُنقود «لانياكيا» المَجَرِّي العملاق، الذي يحوي مائة مليون مليار نجم، عبر مائة ألف مجرة، ويصل قُطره إلى ٥٢٠ مليون سنة ضوئية. وعلى الناحية الأخرى من العالم، تَوَقَّعَ علماء جامعة وسترن أستراليا نهاية مَجَرَّةِ درب التبانة على يَدِ مَجَرَّةِ المرأة المسلسلة (أندروميدا كما تُسمَّى أحيانًا) أقرب المجرات الكبيرة لمجرتنا.


فبدراسة ما يزيد على ٢٢ ألف مجرة تَبَيَّنَ للعلماء أن المَجَرَّات مع اتساعها تزداد كثافةً وجاذبيةً، ولكنها تعجز عن تكوين نجوم جديدة فتتسع عن طريق ابتلاع مَجَرَّاتٍ أخرى أصغر. وكما أن مَجَرَّةَ درب التبانة ستندمج مع سَحَابَتَيْ مجلان الكبرى والصغرى — وهما مجرَّتان قَزمتان — خلال نحو أربعة مليارات سنة؛ فإنها ستكون هي نفسها طعامًا لمجرة المرأة المُسلسَلة التي تفوقها في الاتِّساع وعدد النجوم؛ فمَجَرَّةُ المرأة المُسلسَلة يصل قُطرُها إلى ٢٦٠ ألف سنة ضوئية، ويزيد عدد النجوم بها على تريليون نجم، مقارنة بمجرة درب التبانة التي يتراوح قُطرُها بين عشرة آلاف واثني عشر ألف سنة ضوئية، وتحتوي على نحو ٤٠٠ مليار نجم. ويتوقع العلماء أن تندمج المجرتان في غضون أربعة إلى خمسة مليارات سنة، وأنه في آخر الأمر ستندمج المجرات كلها في مجموعة من المجرات 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق