السبت، 7 فبراير 2015

ارسطوو





 ..
 الموضوع سرد تاريخي عن ارسطوو ..

ولد في مدينة اسطاغيرامقدونيا سنة 384 ق.م،

وكان والده نيكوماخوس طبيباً لدى الملك أمينتاس الثالث  جد الاسكندر الأكبر، وقد ترك أرسطو مقدونيا إلى أثينا في السابعة عشرة من عمره لينال تعليمه والتحق فيها باكاديمية افلاطون  وقد استمر في الأكاديمية نحواً من عشرين سنة قبل أن يغادر اثينا في 348 ق.م.
بعد وفاة أفلاطون سنة 347 ق.م. ارتحل إلى آترنيوس إحدى المدن اليونانية في آسيا الصغرى، حيث تزوج شقيقة حاكمها هرمياس، وما هى إلا ثلاث سنوات وبعد إقامة قصيرة في جزيرة لسبوس، حتى تلقى دعوة من الملك فيليبوس المقدوني ليكون معلم ابنه الذي أصبح فيما بعد الاسكندر الكبير. وقد لازم أرسطو الاسكندر صديقاً، ومعلماً، ومستشاراً حتى قام سنة 334 ق.م بحملته الحربية الآسيوية، ومما يروى أن الاسكندر كان يرسل من البلدان التي يمر فيها نماذج من نباتاتها وحيواناتها إلى استاذه مساهمة منه في زيادة اطلاعه، وتسهيل ابحاثه ودراساته ، ومن هنا استطاع أرسطو ان يؤسس مايعتبر اول حديقة حيوان في العالم .
في أثينا سنة 332 ق.م، افتتح أرسطو مدرسة لوقيون . وقد عرف اتباعه بالمشائين لان أرسطو كان من عادته ان يمشي بين تلامذته وهو يلقي عليهم الدروس . وظل يدير مدرسته 13 عاماً .
على الرغم من عداوة الاثينين لمقدونيا التي استعبدتهم . اجتذبت مدرسة أرسطو الكثير من التلامذة ، وامست مركزاً للابحاث البيولوجيه والتاريخيه، والشئون الحكومية والاداريه، ولم يكن ثمة موضوع يناقش في أيام أرسطو لم يتطرق اليه في مدرسته، او في كتبه ، ويجلوه ويوضحه،ومن أشهر مؤلفاته " أورغانون،السياسة،فن الشعر، المنطق تاريخ الحيوانات ، وعلم الفلك .


إله أرسطو,..متحرك لايتحرك..

 إله أرسطو لا يفعل شيئا أبدا ، و ليست له رغبات ، و لا إرادة و لا هدف ،و هو (( حيوية خالصة ، لدرجة أنه لا يعمل أبدا ،و هو كامل كمالا مُطلقا ؛ لذلك ليس بمقدوره أن يرغب بأي شيء ؛ فهو لا يفعل شيئا ، و عمله الوحيد هو التفكر في جوهر الأشياء ... فإن وظيفته الوحيدة هي التفكر في ذاته ) لا يفعل شيئا أبدا ، و ليست له رغبات ، و لا إرادة و لا هدف ،و هو (( حيوية خالصة ، لدرجة أنه لا يعمل أبدا ،و هو كامل كمالا مُطلقا ؛ لذلك ليس بمقدوره أن يرغب بأي شيء ؛ فهو لا يفعل شيئا ، و عمله الوحيد هو التفكر في جوهر الأشياء ... فإن وظيفته الوحيدة هي التفكر في ذاته )
و المحرك الذي لا يتحرك متصف بالكمال لكنه خالٍ من القوة و ما تنطوي عليه من قابلية التحرك أو الصيرورة ، فهو المحرك الذي لا يتحرك، لأنه لو كان ينطوي على أي قدر من القوة لامكن انقطاع الحركة ،و هو محال ، فأوجب وجود محرك لا يتحرك ، حرّك المتحرك الأزلي الذي هو السماء الأولى

نشأة الكون و مكوناته في فلسفة أرسطو

اتخذ أرسطو مواقف فلسفية عديدة أوقعته في أخطاء و انحرافات منهجية فاحشة و كثيرة ؛ بعضها يتعلق بنشأة الكون و مكوناته ، و بعضها يتعلق بطبيعة العالم ، فهل هو أزلي أو مخلوق ؟ . و منها ما يتعلق بالعناصر المكونة للكون ،و بعضها الآخر يتعلق بألوهية العقول و الأجرام السماوية ،و الغاية من الوجود
كان أرسطو يقول بأن العالم باقٍ لا يزول، و أن (( الشمس تستمر في دورانها على الحالة التي نشاهدها ، كما هي كذلك قديما )) . والأفلاك لا تقبل الفساد و لا تتخرب.و السماء عنده ليست مُكوّنة و لا مُولدة ، و لا يمكن أن تقع تحت الفساد كما قال بعض الناس ،و لكنها (( لا مبدأ لها و لا منتهى في الدهر كله ، و هي علة الزمان ، الذي لا نهاية له مًحيطة به )) ، فالسماء دائمة غير واقعة تحت الفساد و الفناء .

و الكون عند أرسطو أزلي واجب الوجود ، لا بداية له و لا نهاية ، و كما هو أزلي في مادته فهو أزلي أيضا في حركته ،و المحرك الذي لا يتحرك هو محرك الحركة الأولى الأزلية . و زعم أنه استبان له و صح عنده- بناء على مقدماته- أن السماء غير مصنوعة و لا مكونة ، و أنها دائمة. و العالم قديم بمادته ،و صورته ، و حركته ، و أنواع موجوداته ،و لا يفسد فيه إلا أفراد أنواعه . فهو كله أزلي لا بداية له و لا نهاية  . الأجرام السماوية لا تخضع للتكَوّن و لا الفساد ، فاستحال عليها الحدوث ،أو التغير ، أو التلاشي ،و هي تدور في أفلاكها دورانا أزليا لا يطرأ عليها خلل قط.

 العناصرالخمسة المكونة للعالم عند أرسطو :
يعتقد أرسطو أن العالم مُكوّن من خمسة عناصر أزلية بسيطة التكوين، منها أربعة مُكونة لعاَلم ما تحت فلك القمر- العالم الأرضي- ، و الخامس مُكوّن لعاَلم ما فوق فلك القمر- العالم السماوي .
ففيما يخص العناصر الأربعة فهي عند أرسطو تتمثل في : التراب، و الماء، و الهواء ، و النار ،و هي جواهر بسيطة ، و مضادات قابلة للصيرورة و التحول ، لكنها غير قابلة للتحلل إلى عناصر أبسط منها ، تتكون منها جميع الكائنات الأرضية  . و أنكر أرسطو على الطبيعيين القائلين بأن الأجسام مكونة من مادة واحدة معينة ، و خطأهم لأن قولهم-حسب رأيه- يُمايز العناصر جوهريا ،و يجعلها مُتمايزة بالعَرَض فقط ، كالشكل ، و الحجم . لكن الملاحظة-حسب أرسطو- تدل على أنها تتباين بالخصائص و ليس بالأعراض ، كما أن العقل يدل على أن الاختلاف في العرض لا يُحدث اختلافا في الجوهر.

و رتب أرسطو تلك العناصر في عالم الكون الفساد- ما تحت فلك القمر- كالآتي : النار أعلاها , و التراب أسفلها ،و الهواء و الماء بينهما ، و يتصلان بهما هكذا: الهواء مُتصل بالنار، و الماء مُتصل بالتراب-الأرض- ،و الهواء و الماء كل منهما متصل بالآخر.

و أما العنصر الخامس فهو عند أرسطو عنصر بسيط ، لا يقبل الفساد و لا التكوّن ، لأنه لا ضد له ، و يسمى الأثير ، و مادته هي المكونة للأجرام السماوية . و هو يٌقابل العناصر الأربعة

في عالم الكون و الفساد ، لكن مادته تختلف عن مادتها ، لأنه جسم لا ضد له ، لذا فهو لا يتغير و لا يفسد ، بمعنى انه أزلي و لا يقبل التحولات التي تحدث للعناصر الأربعة في عالم الكون و الفساد.

و زعم أرسطو أن العناصر الأربعة مُكَوّنة من مادة سماها : الهيولى . و هي-حسب زعمه- موضوع غير معين في نفسه ، و أزلية حاملة لتلك العناصر ،و لا تُوجد مُفَارقة مُنفَصلة إلا في الذهن ، و لكنها توجد دائما متحدة في صورة ما بالجسم الذي تدخل في تركيبه . و هي ليست ماهية ،و لا كمية ، و لا شيئا داخلا في المعقولات التي هي أقسام الوجود . و لكنها قوة صرفة لا تُدرك في ذاتها،و إنما نضطر لوضعها ، و ندركها بالمماثلة كما ندرك الخط شيئا بغير صورة ، لأنه تارة يكون في صورة ، و طورا يكون في أخرى.

و تلك الهيولى هي في الحقيقة ليس لها وجود فِعلي مُستقل عن العناصر الأربعة و الأجسام التي تدخل في تركيبها ؛ فهي ليست من الموجودات ، و إنما (( هي تكتسب صفة الوجود لدى اتحادها بإحدى الكيفيات الأربع ، و هي : الحار ، و البارد ، و الرطب ،و الجاف ، التي يُقابلها : النار ، و الماء ، و الهواء ، و التراب . فتُصبح حينئذ أحد هذه الأجسام البسيطة )) . و قد أشار أرسطو إلى أن الهيولى لها شبه وجود ، فهي ليست عدماً، و ليست موجودا مركباً ، لكنها قريبة منه. و بمعنى آخر فهي مادة لا وجود لها بالفعل ، بل لها وجود بالقوة و حسب ، فهو عدم نسبي ،و ليس عدما محضا ؛ لكنها تستمد وجودها الفعلي من الصورة التي تتجوهر بها ، فتصبح بذلك لها القابلية للوجود . و لهذا فإن الصورة عند أرسطو هي الوجود الفعلي و ليست المادة ، لأن الصورة جوهر الشيء و ماهيته ،و سابقة للمادة .

و تلك المادة عند أرسطو هي المكونة لطبيعة الموجودات الطبيعية ، كمادة الخشب التي هي مادة الأشياء الخشبية ، و مادة البرونز التي يستمد كل شيء برونزي مادته منها كالتمثال البرونزي مثلا . و هي مادة ثابتة لا شكل لها ،و تبقى في (( كل حالة كما هي في ذاتها بلا تغير )) . و على أساس تلك المادة تحدث عملية التكوّن و الفساد ،و يحب أن تتوفر فيها أربعة عوامل ، أو علل و أسباب ، هي: المادة ، و الصورة ، و الفاعل و الغاية .
و المادة عند أرسطو لها وجودان : وجود بالقوة ، و وجود بالفعل ؛ الأول ليس وجودا بالمعنى الأصيل ، لكنه يختلف عن العدم المحض ، و الثاني هو الوجود الحقيقي للمادة حسب الصورة التي تظهر بها. و حسب أرسطو أن الآراء التي خالفته في قوله بالوجودين ، هي آراء عاجزة عن تفسير ظاهرة الصيرورة ، أو التغير في الكون ، و هي أخص ما يتميز بها عالمنا . و عليه فإنه : يستحيل تأويل هذه الظاهرة ما لم نُقر بأن بين الوجود و العدم طوراً ثالثا، و هو طور القوة ، أو الإمكان ، و إلا لم يكن بين الممكن و الممتنع فرق ، فأمكن للشيء أن ينبثق عن المُمتنع ،و امتنع له أن ينبثق عن المُمكن ، و هو مُحال، و لكان الحدوث أو التغير على سبيل الطفرة،و هو ما تُكذبه المُشاهدة ))

 أرسطو وألوهية العقول و الأجرام السماوية:
كان أرسطو يعتقد بتعدد الآلهة و يُسميها عقولا ، و يزعم أن عالم ما فوق فلك القمر-الأجرام السماوية- كلها ذات طبيعة إلهية . و تفصيل ذلك هو أنه قال بوجود عقول في العالم العلوي، و هي جواهر و محركات ، و عقول أزلية مفارقة للمادة ،و ليست هيولانية . و قد وصف العقول العشرة بأنها آلهة ،وهي خارجة عن الزمان ،و لا يُؤثر فيها . و جعل عددها يُساوي عدد الحركات و الكواكب، آخرها العقل الفعال ، الذي يُحرك فلك القمر . و هي محركات الأجرام السماوية و الطبيعية ، تحركها حركة أزلية دائمة .

 حركة الكون في فلسفة أرسطو:

زعم أرسطو أن الإله هو الذي حرّك العالم بواسطة الفلك المحيط ،و العقول الإلهية المحركة للأجسام السماوية ، حرّكه بحركة أولى أزلية. و قد تحرك بالاضطرار من المحرك الأول. و الإله عند أرسطو غير مُنشغل بالعالم ، فهو منشغل بتأمل ذاتي لا نهاية له ، لذا فهو حرّك العالم كما يُحرك المحبوب محبه من دون قصد منه. و لم يكن تحريكه علة فاعلة عن قصد و اختيار من الإله ،و إنما كان علة غائية بالنسبة للكون . فالإله يُحرك دون أن يتحرك كما يُحرك المعشوق عاشقه من دون أن يتحرك ؛ فالإله هو المعشوق يُحرك معشوقه عن طريق العشق . و بمعنى آخر أنه حرّك العالم على نحو ما تحركنا الأشياء المُشتهاة و اللذيذة ،و لاسيما المعقولة، من دون أن تتحرك هي.
 تلك الحركة ليست حادثة ،و لا تفنى و لا تفسد ، و هي متصلة الحركة و الزمان ، فزمانها مُتصل أزلي ،و لا يُمكن تصور بداية لزمانها ، لأن كل توقف يستلزم زمانا قبله ،و هكذا . فهي حركة أزلية متصلة و واحدة ، لا بداية لها ،و غير مُمكن أن تكون لها بداية. و حركة السماء الأولى مستوية بدرجة واحدة لا اختلاف فيها من حيث الشدة و الضعف ، فلو كانت مختلفة لظهر لنا آثار ذلك ،و لو كانت كذلك لتباعدت الكواكب عن بعضها في طول الدهر

اخيرا...

هل نجد لإلهيات أرسطو( ت 322 ق م ) مصادر و أصولا في التراث الفكري المعاصر لأرسطو و السابق له ، أم لا نجد لها ذلك ، لأنها من نتاج فكر أرسطو وحده فقط ؟ . و هل كان أرسطو يذكر مصادره المتعلقة بالإلهيات ؟ ،وإذا كان استفاد من فكر غيره في الإلهيات ، ففيما تمثل ذلك،و إلى أي حد بلغ ؟ . هذا التساؤلات و غيرها ستتضح أجوبتها فيما يأتي من مبحثنا هذا .
ففيما يتعلق بقول أرسطو بالمحرك الذي حرك العالم ،و قوله بتعدد الآلهة و ألوهية الأجرام السماوية ، فإن أقواما ،و بعض الفلاسفة المتقدمين قد سبقوه إلى القول بنفس قوله ، أو بما يقاربه جدا . منهم : أكسينوفانس ( ق: 5 ق م ) قال بأن الإله حرّك العالم من دون أن يتحرك . و قال أفلاطون ( ت 347 ق م ) : إن الإله هو المحرك الذي حرك الحركة الدائرية للعالم.

و اعتقد السومريون بتعدد الآلهة ، و زعموا أنها تسكن في الكواكب و النجوم . و قال البابليون بتعدد الآلهة، و قد سجلت ذلك ملحمة جلجامش البابلية ( ما بين: 1950-1550 ق م ) نصت على تعدد الآلهة،و عبادتها ،و خدمتها، من دون ذكر للمعاد الأخروي ، و هذا فيه تشابه كبير مع إلهيات أرسطو و قومه عامة فيما يتعلق بتعدد الآلهة و عدم القول بالمعاد الأخروي .

و أَلّهَ قدماء المصريين كثيرا من مظاهر الطبيعة ،و عبدوها ، منها عبادة السماء، و الشمس ، و القمر ،و غيرها من الأجرام السماوية . و ألّه الكلدانيون الأجرام السماوية ،و عنهم أخذه اليونان و العرب . و قد أشار أرسطو نفسه إلى أن الكلدانيين قالوا بألوهية الكواكب.
و نفس الأمر ينطبق على اليونانيين فاعتقدوا أن كل ما هو سماوي، فهو إلهي ، و قد ورد في ملحمة أسطورية يُونانية - تعود إلى القرنين : 8، و 7 قبل الميلاد- ، ورد فيها ذكر لتعدد الآلهة، و أنها أزلية كلها ، أروعها الإله البديع أيروس . و ألّهوا مختلف مظاهر الطبيعة العلوية السفلية و عبدوها ، كالسماء ، و الأرض . و عندما قال أرسطو بألوهية العقول المفارقة أشاد بأجداده اليونانيين الذين قالوا بأُلوهية الأجرام السماوية .
و من فلاسفة اليونان الذين قالوا بذلك : الطبيب اليوناني ألقمايون ( ق: 5 ق م )، فقد قال بألوهية الأجرام السماوية . و قال فيثاغورث ( ق:6 ق م ) بأن الأجرام السماوية كلها آلهة . و قال بتعددها أيضا أكسينوفانس ( ق: 5 ق م ) . و قال أفلاطون بتعدد الآلهة، منها آلهة علوية، و أخرى متوسطة ،و أخرى سفلية.
و فيما يتعلق بالجواهر المفارقة التي قال بها أرسطو ، فهي نفسها العقول الأزلية الإلهية ،و هي ذاتها الآلهة التي أشرنا إليها أعلاه ، و قد أكد ذلك ابن رشد الحفيد  . و قد قال بها أفلاطون في زعمه بأن الإله عندما صنع العالم جعل في كل كوكب من الكواكب نفسا تحركه و تديره، و هي نفوس إلهية عاقلة خالدة .
و أما بالنسبة لقول أرسطو بأزلية العالم و العناصر المكونة له، و الحركة المحركة له، و ،و إنكار الخلق من عدم ؛ فقد سبقته إلى القول بذلك طائفة من فلاسفة اليونان . فقال طاليس بأن العالم أزلي لا أول له و لا آخر ،و أنه على حاله دون تغيير في جميع أزمنته . و قال بذلك أيضا أنكسيمندرس ق: 6 ق م ) ،و أنكسيمنيس ( ق: ق 6 ق م ) ،و هرقليطس (ق: 5 ق م ) ، و الفيثاغوري فيلولاس الكروتوني-كان معاصرا لأفلاطون- ، و بارمانيدس ( ق: 5 ق م ) ، و أمبادوقليس(ق: 5 ق م) ، و أكسينوفانس (ق: 5 ق م ) . و قال أنكسمينيس ( ق: 6 ق م ) ، و أنكسيماندرس (ق: 6 ق م ): أن الحركة المحركة للعالم و المُسيرة له ، هي حركة أزلية.
و عن الخلق من عدم ، فقد أنكر فلاسفة اليونان القول بالخلق من عدم ، منهم : لوقسيس ،و تلميذه ديموقريطس ،و أفلاطون، و أمبادوقليس ، فكانوا يرون استحالة حدوث ذلك الخلق. و نحن قد ذكرنا مبررهم عندما ناقشنا أرسطو في قوله بذلك،و بينا خطأه فيه .

و قال بالعناصر الأربعة المكونة للعالم ( النار ، و الهواء ، و الماء ، و التراب ) طائفة من فلاسفة اليونان- قبل أرسطو- ، منهم : فيثاغورث ، و أمبادوقليس (ق : 5 ق م )  ، الذي قال أيضا بالعنصر الخامس الذي هو الأثير، و قد سماه الأثير الإلهي ،و قد حكاه عنه أرسطو في كتاب النفس ، و أشار إلى أنه هو أول من تحدث عن العناصر الأربعة. و منهم أيضا : أفلاطون ، و أكسينوفانس الذي كان يقول بعنصرين فقط ، هما: التراب و الماء .
و أُشير هنا إلى الصينيين القدماء قالوا بالعناصر الأربعة ،و أضافوا إليها عنصرا خامسا هو الخشب . ، الذي يتفاعل مع العناصر الأخرى على أساس التضاد الموجود بينها .
و الذين قالوا بتلك العناصر – قبل أرسطو - أشاروا إلى أنها تتفاعل فيما بينها على أساس التضاد الموجود بينها، و بذلك تظهر الموجودات و تختفي على أساس ذلك التفاعل . و قد أشار إليه الصينيون ،و أمبادوقليس، و أنكسامندرس ،و غيرهم .

و فيما يخص المادة الأولى المكونة للعالم التي قال بها أرسطو ،و المعروفة باسم الهيولى ، فقد قال بها أنكسيماندرس ( ق: 6 ق م ) قبله ، و زعم أنها مادة الكون الأولى أزلية لا نهائية ،و لا متعينة كيفا ،و لا محددة كماً ،و هي مادة بلا صفات ، و هي هلامية قابلة للتكون و التشكل حسب الأنواع لأن الفرق بينها هو فرق كيفي ،و لو كانت مُحددة لكانت (( اُستنفدت منذ فترة طويلة في خلق العوالم المتعددة و فنائها )) .


تلك هي أهم أصول إلهيات أرسطو ،





توفي الاسكندر سنة 323ق.م،ووقعت حكومة اثينا بين ايدي أعداء المقدونيين " وأرسطو من انصار المقدونيين " فدبر له اعداؤه تهمة الإلحاد . فخشي الاضطهاد والمصير الذي آل اليه سقراط من قبله فهرب إلى مدينة خلسيس حيث اصيب بمرض بعد ذلك بسنةحيث اصيب بمرض بعد ذلك بسنه فمات في سن الثالثة والستين . سنة 322 ق.م .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق