لغز مقتل كنيدي ..وال3 وقفات الاشهر من حياته..
5 عقود مضت، وما زالت غالبية الأمريكيين غير مقتنعين بنتائج التحقيق الرسمية فى اغتيال الرئيس جون كينيدى، وعلى مدار الخمسين عاما الماضية لم تتوقف جهود محاولة حل «اللغز» ولم تتوقف سيول نظريات المؤامرة.
الرئيس المفضل لدى الشعب الامريكي...
جون كينيدى ابن الأسرة الميسورة واسعة النفوذ فى بوسطن (شرق) أصغر رئيس ينتخب وأول رئيس كاثوليكى، ما جعله يجسد عهدا مفعما بالآمال لجيل فورة ما بعد الحرب العالمية الثانية. وشهدت ولايته القصيرة، التى أنهتها الفاجعة قبل موعدها، الصراع مع الاتحاد السوفيتى خلال «أزمة الصواريخ» وفشل عملية «خليج الخنازير»، لإنزال معارضى كاسترو فى كوبا وإطلاق برنامج أبوللو لإرسال أول أمريكى إلى القمر.
ولكن التساؤل الذى طرحته الصحيفة مع حلول الذكرى الـ50 لاغتياله كان حول سر شعبيته بعد كل هذه السنوات، واصفة كينيدى بأنه «أكثر الرؤساء إثارة للإعجاب فى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية». وأشارت الصحيفة إلى أن كينيدى لم يقر تشريعات عديدة أثناء فترة رئاسته، ولكن أغلب القوانين التى حملت اسمه أو لقبه عن حقوق الإنسان وتخفيض الضرائب كانت بإقرار الرئيس الأمريكى الراحل ليندون جونسون، الذى كان نائبا عن كينيدى، وتولى رئاسة أمريكا بعد حادث الاغتيال. وتابعت الصحيفة: «من المعروف أن كينيدى كان بطل أزمة الصواريخ الكوبية، وأنه قاوم مشورة العديد من المسؤولين الأمنيين لتدمير قاذفات الاتحاد السوفيتى بالقوة العسكرية، بالإضافة إلى تسببه فى زيادة نسبة تدخل الولايات المتحدة فى فيتنام، وزيادة عدد المستشارين الأمريكيين فى البلاد من بضع مئات إلى 16 ألف شخص». ورغم كل ذلك أظهرت استطلاعات مركز «جالوب» للأبحاث أن الأمريكيين يعتبرون كينيدى رئيس الولايات المتحدة الأكثر تميزا فى العصر الحديث من أى وقت منذ عام 1960.
ويقول عضو مركز «جالوب» للأبحاث، آندرو دوجان، أن كينيدى حصل على «أعلى تصنيف بأثر رجعى بالمقارنة بأى من الرؤساء الذين تولوا منصب الرئيس منذ عهد الرئيس الأمريكى الأسبق دوايت آيزنهاور».
وأوضحت نتائج استطلاعات مركز «جالوب» الأمريكى أن شعبية كينيدى كانت غير عادية وهو فى منصبه، وأشارت نتائج الاستطلاع إلى أن متوسط تقييم كينيدى منذ عام 1960 حتى 1963 وصلت إلى نسبة 70%، وهى أعلى نسبة حصل عليها رئيس أمريكى منذ ذلك الوقت وحتى الآن.
كان كينيدى رمزا للشباب والطاقة على مر السنين، بما أنه كان أصغر رئيس أمريكى منتخب، «43 عاما»، كما أن الكاريزما التى تمتع بها ساهمت فى رفع معدل شعبيته على مر السنين. وتقول «ساينس مونيتور» إن الشعب الأمريكى كان يعتبر كينيدى «رمز الأمل الحقيقى والتغيير».
وأكدت الصحيفة أن التقارير التى كشفت عن علاقته بعدد كبير من النساء لم تؤثر على سمعته كرئيس أو على شعبيته فى استطلاعات الرأى لاحقا.
لكن الأسطورة انطبعت أيضا بأسلوب زوجته جاكى الشابة التى اشتهرت بجاذبيتها وأناقتها،
وكذلك بطفليه الصغيرين وهما يلعبان فى المكتب البيضاوى. كما أن حادث اغتياله لعب دورا محوريا فى زيادة نسبة شعبيته، حيث إنهظهر كـ«شهيد» خاصة فى داخل أروقة الحزب الديمقراطى. لكن الكاتب الأمريكى روبرت صمويلسون نظر لحادث اغتياله من زاوية أخرى، إذ قال فى مقال بصحيفة «واشنطن بوست» إن اغتيال كينيدى حطم «وهم السيطرة»، مستنكرا فكرة إطلاق الرصاص على رئيس أمريكى فى الشارع، لكن العديد من الأحداث غير المتوقعة التى وقعت بعد ذلك جعلت الأمور تبدو عادية، وفقا للكاتب الأمريكى، مثل أعمال الشغب العرقية فى «لوس أنجلوس» واغتيال مارتن لوثر كينج، وفضيحة «ووترجيت».
الاغتيال..
لقى جون كينيدى مصرعه عندما كان فى زيارة رسمية لمدينة دالاس وذلك بإطلاق الرصاص عليه وهو مار فى الشارع بسيارة مكشوفة برفقة زوجته جاكلين كينيدى، كما كان يرافقه فى نفس السيارة حاكم ولاية تكساس جون كونالى الذى أصيب فى الحادث، وذلك فى يوم الجمعة 22 نوفمبر عام 1963 عند الساعة 12:30 بعد الظهر بالتوقيت المحلى. أدين لى هارفى أوزولد بارتكاب الجريمة، وتعززت الشكوك عندما انتهت حياة أوزولد على يد شخص يهودى يدعى جاك روبى وكان يعمل مدير ملهى ليلى، وتوفى روبى فيما بعد بشكل اعتبره البعض مريبا وذلك قبل إعادة محاكمته فى قضية قتل أوزولد.
وتوصلت لجنة «وارن» التى تولت التحقيق فى مقتل كينيدى إلى أن أوزولد نفذ عملية الاغتيال منفردًا، إلا أنه بعد مرور 50 عاما ما زالت استطلاعات الرأى تظهر أن غالبية الأمريكيين غير مقتنعين بهذه النتيجة، وكشف آخر استطلاع أجرته مؤسسة «جالوب» الشهر الحالى أن 61% من الأمريكيين يعتقدون أن هناك متورطا آخر مع اوزولد. وحسب الاستطلاع فإن الولايات المتحدة منقسمة حول من يكون هذا الشخص، حيث يتهم 13 % من المشاركين فى الاستطلاع عصابات الجريمة المنظمة (المافيا)، ويعتقد 13 % آخرون أن الجانى من داخل الحكومة الفيدرالية. ووجه 7% أصابع الاتهام إلى وكالة الاستخبارات المركزية و5% إلى الزعيم الكوبى فيدل كاسترو. فيما قال 40 % إنهم غير متأكدين من تورط شخص آخر فى عملية الاغتيال.
وفى كتاب «قتلوا رئيسنا»، يقول مؤلف الكتاب وهو الحاكم الأسبق لولاية مينيسوتا جيسى فينتورا، إن «جون كينيدى هو أعظم رئيس أمريكى فى التاريخ المعاصر واغتياله فى 1963 دليل على ذلك».
ويعتقد فينتورا أن كينيدى اغتيل لأنه «كان يسعى إلى إبرام السلام مع الاتحاد السوفيتى (آنذاك)، ولأنه بذلك يعرض للخطر نفوذ هيئة التصنيع العسكرى التى أنشئت بعد فشل الإنزال المدعوم من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سى.آى.ايه) فى خليج الخنازير فى كوبا عام 1961».
وأكد فينتورا لوكالة الأنباء الفرنسية أن «أعداء كينيدى فى داخل إدارته كانوا يفوقون أعداءه مع الروس». وأضاف: «تخيل كم كان العالم سيكون مختلفا لو بقى كينيدى على قيد الحياة، من دون حرب فيتنام وانتهاء الحرب الباردة عام 1965».
وفى الكتب الكثيرة التى تمحورت حول وجود مؤامرة مفترضة، طرح المؤلفون إمكانية وجود شخص آخر أطلق النار. كما أن رفض جون كينيدى للجماعات السرية مثل «الماسونية» أثار الشبهة بأن لأفرادها يدا فى ذلك، وتثار شكوك أيضا أن اغتياله كان بإيعاز إسرائيلى خاصة بعد رغبته فى تفتيش مفاعل ديمونة الإسرائيلى والتأكد ما إذا كان يحتوى على قنابل ذرية أم لا. وغذى فيلم صوره الشاهد أبراهام زابرودر نظرية أخرى هى نظرية «رجل المظلة»، وهو الشخص الوحيد الذى فتح مظلته الواقية من المطر فيما كان الطقس جميلا جدا، وقد فسرت تلك الحركة على أنها إشارة أرسلت إلى مطلق النار.
وطرح أوليفر ستون نظرية كبيرة بديلة أخرى فى فيلمه «جى إف كاى» عام 1991، حيث يلمح إلى ضلوع الرئيس ليندون جونسون الذى خلف كينيدى عقب حادث الاغتيال.
وعادة يتم الاعتماد على رأى الخبير الأمريكى دايف بيرى، من قبل المنتجين والمؤرخين والصحفيين للتعرف على أحدث نظريات المؤامرة، الخاصة باغتيال كينيدى.
ويقول بيرى لشبكة «سى.إن.إن» الإخبارية إن نظريات المؤامرة فى اغتيال كينيدى تأتى تبعاً لدرجات من المصلحة ومستويات الهوس. ويوضح أن هناك عدة نظريات عن اغتيال كينيدى، مثل اتهام الرئيس الأمريكى السابق ليندون جونسون (تولى الرئاسة بعد اغتيال كينيدى)، أو «المافيا»، إلا أن ما أثار اهتمامه أكثر من غيره هو اتهام وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية بعملية الاغتيال، ويضيف بيرى: «يبدو أن كينيدى كان قد ضاق ذرعاً بحجج (سى.اى.ايه)، إذ اكتشف أن الوكالة كانت تحاول قتل (الزعيم الكوبى فيدل كاسترو). ونتيجة لذلك، شعرت الوكالة بخطر حلها من قبل كينيدى، فأمرت بقتله».
طبيب: «حزام الظهر» منعه من تفادى الرصاصة القاتلة
بسبب «حزام» يستخدمه لتخفيف آلام الظهر المزمنة، ربما يكون جون كينيدى خسر فرصة لإنقاذ حياته، وذلك حسبما ذكره أحد الأطباء الذين استقبلوا كينيدى فى مستشفى «باركلاند» بعد إطلاق النار عليه.
وقال الطبيب كينيث سايلر، فى لقاء مع شبكة «سى.بى.إس نيوز» الأمريكية بمناسبة مرور 50 عاماً على اغتيال كينيدى، إن الرئيس الخامس والثلاثين للولايات المتحدة لم يتمكن من خفض جسمه إلى الأمام ليحمى رأسه من الرصاصة الثانية التى قتلته، بعد الأولى التى أصابت كتفه، فقد كان يرتدى «حزاماً داعماً لفقرات الظهر» منعه من الانحناء، كما فعل من كان برفقته فى السيارة المكشوفة، فظل واضحاً لقاتله كهدف سهل، وبعدها بنصف ساعة فارق الحياة.
وأضاف «سايلر» الذى كان عمره 27 عاما وقت الحادث أن حاكم ولاية تكساس، جون كوناللى (توفى عام 1993) سارع وانحنى داخل السيارة، بحسب ما يظهر فى فيديو إطلاق الرصاص على كنيدى الذى كانت إلى يساره زوجته جاكلين، وتوفيت بالسرطان بعد 31 سنة من مقتل زوجها.
ويوضح «سايلر» أن الرئيس لم يتمكن من طى جسمه إلى الأمام لحماية رأسه، بسبب الحزام، فعاجله قاتله لى أوزوالد برصاصة ثانية استهدفت رأسه تماما، فكانت القاتلة، واعتبر الطبيب أنه لم يكن ما جرى ليحدث لو استطاع أن يلوى جسمه إلى الأمام ويطويه، بحيث يبعد رأسه عن اتجاه الرصاص، كما فعل حاكم الولاية كوناللى.
وأكد سايلر أن الرصاصة الأولى، التى لم تكن قاتلة، اخترقت الأنسجة اللحمية الرخوة من خلفية كتف الرئيس الأمريكى ونفذت من قصبته الهوائية وخرجت لتصيب اليد اليمنى لحاكم تكساس.
جون والنساء..
اشتهر الرئيس الراحل جون كينيدى بتعدد علاقاته النسائية، إلا أن أشهرها على الإطلاق هى علاقته بالممثلة الأمريكية مارلين مونرو، وأثارت العلاقة العاطفية التى كانت تربط الرئيس كينيدى بنجمة الإغراء الكثير من التساؤلات والتكهنات وشغلت الصحفيين والكتاب، ويحاول الصحفى الأمريكى كريستوفر أندرسن كشف تفاصيل هذه العلاقة فى كتاب بعنوان «الأيام القليلة الغالية» صدر فى أغسطس الماضى.
ويقول أندرسن فى كتابه إن مارلين مونرو كانت مغرمة بكينيدى إلى درجة أنها اتصلت بزوجته جاكى لتؤكد لها أنها ستتزوجه، وأجابت السيدة الأولى ببرودة أعصاب أن «رمز الإثارة» مرحب بها فى البيت الأبيض، وأضافت جاكى كينيدى: «هذا مذهل، سأترك المنزل إذا وستهتمين أنت بكل المشاكل».
وأكد أندرسن أن العشيقة الوحيدة التى كانت تثير قلق جاكى هى مارلين مونرو، ويقول إن السيدة الأولى التى كانت على علم بخيانة زوجها لها لم تكن تشعر بأن مارلين مونرو تشكل خطرا عليها شخصيا، لكنها كانت تخشى أن تؤثر الفضيحة فى نظرة الرأى العام إليها.
وأضاف أندرسن: «فى سن الـ36، أدركت مونرو أن أيامها كرمز للإثارة باتت معدودة، وبدأت تبحث عن دور جديد وهو زوجة الرئيس الثانية.. وكانت مارلين مقتنعة بأن جون كينيدى سيهجر جاكى من أجلها». وتابع: «لكن المقربين من الرئيس فى البيت الأبيض قالوا إن كينيدى لم يعتبر مارلين مونرو يوما بمثابة زوجته».
ويؤكد لارى ساباتو، أستاذ العلوم السياسية بجامعة فيرجينيا، فى كتابه «نصف قرن كينيدى»، أن عدد النساء اللواتى وقعن فى شباك كينيدى خلال ولايته الرئاسية غير معلوم، لكن العدد كان كافيا بالنسبة إلى الاستخبارات لتتخوف من أن يقع كينيدى ضحية عمليات التجسس أو الابتزاز فى خضم الحرب الباردة. وقال ساباتو إن «جون كينيدى كان متهورا جدا.. وظل يخاطر بولايته الرئاسية وعائلته، وكان شبه متأكد من أن الاستخبارات الأجنبية كانت على علم بتصرفاته».
وفى 2012، زعمت امرأة أمريكية فى العقد السادس من العمر، فى كتاب لها أن كينيدى، أفقدها عذريتها عندما كانت متدربة بالبيت الأبيض عام 1962. وقالت ميمى ألفورد إن العلاقة مع كينيدى استمرت عاماً ونصف العام، وفق كتابها: «كان سراً: علاقتى بالرئيس جون أف كنيدى وما بعدها». وذكرت ألفورد، 69 عاماً إنه بعد 4 أيام على بدء عملها كمتدربة فى المكتب الإعلامى بالبيت الأبيض، التقت بالرئيس الأمريكى الراحل، ودعيت بعدها للقيام بجولة فى المقر الرئاسى بعد احتساء الكحول، انتهت بممارستهما الجنس. وكتبت: «بعد الانتهاء رتب ملابسه وابتسم لى»، مشيرة إلى أنها كانت فى حالة من الصدمة حينها،ن بالرغم من أنه تصرف «كما لو أن ما حصل كان أكثر الأمور طبيعية فى العالم». وقالت ألفورد، وهى مديرة كنيسة متقاعدة من نيويورك، إنها قررت بدء حياتها من جديد وكتمان العلاقة الغرامية التى ربطتها بكينيدى بعد اغتياله.
وبدأت ظلال الماضى بملاحقتها وتدمير علاقتها الزوجية عندما نشر مؤلف السيرة الذاتية لكينيدى عام 2003 نصاً جاء فيه على ذكر ألفورد كـ«طالبة جميلة وممشوقة القامة فى التاسعة عشرة من العمر عملت كمتدربة فى المكتب الإعلامى بالبيت الأبيض»، عند الإشارة إليها كواحدة من عشيقاته.
اغتيال كنيدي ونظرية المؤامرة..
ان نظرية المؤامرة هي عنصر كامن في الطبيعة البشرية منذ الخليقة حتى اليوم، لكنها في اغتيال كندي اخذت ابعادا عميقة جدا، خاصة ان قاتل كندي قُتل هو الآخر على يد جاك روبي صاحب ملهى ليلي يُقال ان له صلات بالمافيا والعالم السفلي، قبل ان تكر المسبحة ويقضي هو الآخر مع آخرين في ظروف غامضة، مما عزز عامل الاثارة والتوتر.
لقد تحولت عملية اغتيال كندي والعثور على اجوبة شافية لها الى صناعة واسعة تدر ارباحا طائلة، تماما كما حدث، ولو على نطاق اضيق، بعد انتحار مارلين مونرو وألفس بريسلي، وقبلهما هتلر ونابليون، وحتى اسكندر المقدوني ايضا في التاريخ القديم.
ويبقى لغز اغتيال كيندي يغذي التكهنات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق